|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من
لا نبي بعده أما بعد:
فمن أكثر ما يعاني منه من تجاوز
الأربعين، الارتجاع المريئي، والحرقان في أعلى المعدة، وقد لحظت أن من
أسباب تخفيف ذلك النوم الصحي على السنة.
إن هيئة النوم لها تأثير على سرعة الهضم
فقد قال النبي ﷺ: " إذا أتيت مضجعك
فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن..."([1]).
وفي معنى ذلك يقول الدكتور القباني: " ولقد
أثبتت التجارب أن مرور الطعام في المعدة في حالة النوم على اليمين يستغرق
من ساعتين ونصف إلى أربع ساعات ونصف، بينما تمتد هذه العملية من خمس ساعات
إلى ثمان إذا كان النوم على الجانب الأيسر"([2]).
ومعلوم أن القلب في الجانب الأيسر من الصدر وباب المعدة الذي يتدفق منه
الغذاء إلى الأمعاء موجود في الجانب الأيمن.
وأشد من ذلك النوم على البطن وقد رأى
النبي ﷺ طخفة الغفاري
رضي الله عنه نائما على بطنه في المسجد فركضه برجله وقال: " مالك
ولهذا النوم، هذه نومة يكرهها الله أو يبغضها الله"([3]).
ولا ننسى أن تقليل الطعام، سبب مهم
لتخفيف آلام الارتجاع المريئي، وقد ورد التحذير من الإكثار من الأكل والشرب
في قوله تعالى: " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"(الأعراف:31) ، وفي حديث عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -
ﷺ -: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في
غير إسراف ولا مخيلة»
([4]).
وفي حديث المقدام بن معدي كرب قال: سمعت
النبي - ﷺ - يقول: «ما ملأ آدمي وعاءً
شرًا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه
وثلث لشرابه وثلث لنفسه»([5]).
وأيضا جاءت النصوص بذم السمنة فمن ذلك
ما رواه عمران بن حصين رضي الله عنه أن
النبي ﷺ قال: " إن بعدكم قوما يخونون
ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن"([6]).
وبين النبي
ﷺ أن الشبع وكثرة الأكل لا يتوافق مع الإيمان الصادق الحقيقي، فقد
صح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ
-: «المسلم يأكل في معاء والكافر يأكل في سبعة أمعاء»([7])،
وفي حديث أبي جحيفة قال: «أكلت ثريدة من خبز
ولحم ثم أتيت النبي - ﷺ - فجعلت أتجشأ
فقال: يا هذا! كف من جشائك فإن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أكثرهم جوعًا
يوم القيامة»
([8]).
وأخبر ﷺ
عن حال من يكثر من الشبع، ففي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله -
ﷺ -: «إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل
الجوع غدًا في الآخرة»
([9]).
نسأل الله للجميع العافية والصحة
الدائمة.
والحمد لله أولا وآخرا.
علقه
البخاري (5/2181) قبل الحديث (5446) كتاب اللباس، ووصله أبو داود
الطيالسي (1/299) (2261) كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح (10/253)
والحديث ليس عند أبي داود السجستاني، وقد نبه على هذا المصنف في
نهاية الباب، وأحمد (2/181، 182)، والنسائي (5/79)، وابن ماجه
(2/1192) (3605)، والحاكم (4/150)، وأخرجه الترمذي = = (5/123)
(2819) مختصرًا. قال المنذري:
ورواته إلى عمرو بن شعيب ثقات محتج بهم في الصحيح، وقال عمرو بن
شعيب: الجمهور على توثيقه وعلى الاحتجاج بروايته عن أبيه عن جده..
انتهى، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح، وأقره الذهبي.
البخاري (5/2062) (5081)، مسلم (3/1632) (2062).
الحاكم (4/135، 346)، والطبراني في "الكبير"
(22/132) (351)، والبزار (3669-كشف)، وهو عند الترمذي وابن ماجه من
حديث ابن عمر الآتي، وليس لهما من حديث أبي جحيفة وانظر "الترغيب
والترهيب" للمنذري (3/99) قال المنذري: رواه الترمذي وابن ماجة
والحاكم، وقال: صحيح الإسناد وتعقبه، ورواه البزار برجال ثقات.
وهو
عند الترمذي (4/649) (2478)، ابن ماجه (2/1111) (3350) بمعناه من
حديث ابن عمر وقال: حديث حسن.
الطبراني في "الكبير" (11/267).